على وجه اليقين بالاجتناب او اليقين بعدم العقاب ، لأنّ الاشتغال اليقينيّ يستدعي البراءة اليقينية باتفاق المجتهدين والأخباريين وبعد مراجعة الأدلّة والعمل بها لا يقطع بالخروج عن جميع تلك المحرّمات الواقعيّة ،
______________________________________________________
وعلى كلّ حال : فحيث نعلم بوجود محرمات كثيرة ، يجب علينا ان نتركها جميعا ، لوضوح : انّ التكليف كما يتنجّز بالعلم التفصيلي كذلك يتنجّز بالعلم الاجمالي ، والخروج عن عهدة الترك يكون على وجهين :
الأول : (على وجه) يحصل معه (اليقين بالاجتناب) وذلك بأن نترك كل ما يحتمل حرمته حتى نتيقن بأنا اجتنبنا عن تلك المحرمات.
الثاني : (أو) تكون على وجه يحصل معه (اليقين بعدم العقاب) وذلك بان نرتكب فقط ما قام الدليل المعتبر على حليته : كراهة ، أو استحبابا ، أو اباحة ، فان الكل حلال ، فاذا علمنا بالدليل المعتبر قطعنا بعدم العقاب فيما ارتكبناه.
هذا وانّما نحتاج الى اليقين بالاجتناب ، أو اليقين بعدم العقاب (لأنّ الاشتغال اليقيني يستدعي البراءة اليقينية) فانّه اذا علم الانسان بأنه كلّف لا يكون له مخرج عن ذلك التكليف الّا اذا علم بالبراءة يقينا أو قام عنده دليل معتبر ولو لم يتيقن بمضمونه ، وذلك (باتفاق المجتهدين والأخباريين) جميعا ، قوله : «باتفاق» ، متعلق بقوله «الاشتغال اليقيني يستدعي البراءة اليقينية».
(و) من الواضح : انّه (بعد مراجعة الأدلة) الشرعية والاطلاع على جملة من المحرمات (والعمل بها) أي : بترك تلك المحرمات المقطوعة (لا يقطع بالخروج عن جميع تلك المحرمات الواقعية) لأنا نحتمل انّ المحرمات ـ مثلا ـ مائة والذي ظفرنا عليها تسعون ، فكيف نقطع بالخروج عن جميع تلك المحرمات؟.