لأنّ جمّا غفيرا من أفاضل علمائنا أربعة آلاف منهم تلامذة الصادق عليهالسلام ـ كما في المعتبر ـ كانوا ملازمين لأئمّتنا عليهمالسلام ، في مدّة تزيد على ثلاثمائة سنة وكان همّهم وهمّ الائمة ، إظهار الدين عندهم وتأليفهم كلّما يسمعون منهم في الاصول ، لئلا يحتاج الشيعة إلى سلوك طريق العامّة ،
______________________________________________________
وإنّما يقطع بالعدم (لأن جمّا غفيرا من أفاضل علمائنا أربعة آلاف منهم) أي : من أولئك الأفاضل هم (تلامذة الصادق عليهالسلام) والباقون منهم تلامذة سائر الأئمة ، وقد ذكرنا نحن في كتاب : «الحرية الاسلامية» (١) جملة كبيرة من تلامذتهم عليهمالسلام.
(كما في المعتبر) حيث ذكر المحقق فيه ذلك ، فان كثيرا من علمائنا (كانوا ملازمين لأئمتنا عليهمالسلام في مدة) حضور الائمة عليهمالسلام بين الناس ، سواء حضورا ظاهرا كالامامين الصادقين عليهمالسلام ، أو حضورا مشوبا بشيء من الاستتار ، كما في زمان الإمام المهدي عليهالسلام في غيبته الصغرى ، وتلك المدة (تزيد على ثلاثمائة سنة ، وكان همّهم وهمّ الائمة إظهار الدين عندهم ، وتأليفهم) عطف على «اظهار الدين» ، أي : كان همّ أصحاب الائمة عليهمالسلام أن يؤلّفوا ويكتبوا (كلّما يسمعون منهم في الاصول) الأربعمائة التي هي مذكورة في كتبنا ، حيث أنهم كتبوا ما سمعوه منهم في أربعمائة كتاب وسموها : ب «الاصول الأربعمائة».
وإنّما كتبوا هذه المؤلفات (لئلا يحتاج الشيعة الى سلوك طريق العامة)
__________________
(١) ـ وهو من الكتب التي ألّفها الشارح في العراق عام ١٣٨٠ ه وطبع عام ١٤٠٩ ه من قبل دار الفردوس في لبنان.