فقلت : يا سيّديّ! إنّهما معا مشهوران مرويّان مأثوران عنكم ، فقال : خذ بما يقول أعدلهما عندك وأوثقهما في نفسك فقلت : إنّهما معا عدلان مرضيّان موثّقان عندي فقال : انظر ما وافق منهما مذهب العامّة فاتركه وخذ بما خالفهم ، فانّ الحقّ فيما خالفهم ، قلت : ربّما كانا موافقين لهم أو مخالفين فكيف نصنع؟ قال : خذ بما فيه الحائطة لدينك
______________________________________________________
معنى خاصا ، كأن يقال : الشيخ المرتضى عالم نادر في الفقه ، ولا يقال : انّه شاذ ، وانّما يقال : الشاذ لمن خرج عن الطريقة المستقيمة فيقال : الشلمغاني شاذ.
وعلى أي حال : يقول زرارة : (فقلت : يا سيدي انّهما معا مشهوران مرويّان مأثوران عنكم) فبأيهما نأخذ بعد كونهما مشهورين معا؟.
(فقال) عليهالسلام : (خذ بما يقول أعدلهما عندك وأوثقهما في نفسك ، فقلت : انّهما معا عدلان مرضيان موثقان عندي) فبأيهما نأخذ؟.
(فقال : انظر ما وافق منهما مذهب العامة فاتركه ، وخذ بما خالفهم فان الحق فيما خالفهم) والسّر فيه : انّهم كانوا يتعمدون ما هو خلاف الائمة عليهمالسلام ـ كما لا يخفى على من راجع التاريخ ـ فكان ما يخالفهم هو قول الائمة عليهمالسلام ، وسيأتي الالماع اليه في باب التعادل والتراجيح إن شاء الله تعالى.
(قلت : ربّما كانا موافقين لهم أو مخالفين فكيف نصنع؟) مثلا : خبر يقول بوجوب الجمعة ، وآخر بحرمتها ، والعامة لهم في المسألة أيضا نفس القولين ، أو أن العامة يقولون بالاستحباب ممّا يخالف الروايتين معا؟.
(قال) عليهالسلام : (خذ بما فيه الحائطة لدينك) وهذه الفقرة هي محلّ الكلام بين الاخباريين والاصوليين في انّه هل يجب الاحتياط حينئذ كما يقوله الاخباريون