إلّا أنّها ضعيفة السند : وقد طعن صاحب الحدائق فيها وفي كتاب الغوالي وصاحبه ، فقال : «إنّ الرّواية المذكورة لم نقف عليها في غير كتاب الغوالي ، مع ما هي عليها من الارسال ، وما عليه الكتاب المذكور من نسبة صاحبه إلى التساهل في نقل الأخبار والاهمال وخلط غثّها بسمينها وصحيحها بسقيمها ، كما لا يخفى على من لاحظ الكتاب المذكور» ، انتهى.
______________________________________________________
وكيف كان : فاذا كان هذا الخبر أخصّ كان اللازم انّ يكون العمل بالاحتياط مقدّما على التخيير الذي معناه البراءة ، فيكون ظاهر هذا الخبر مع الأخباريين القائلين بالاحتياط في صورة تعارض النصين اذا أمكن الاحتياط ، لا البراءة الذي يقول به الاصوليون.
هذا (الّا انّها ضعيفة السند) فلا يمكن العمل بها (وقد طعن) المحدّث البحراني (صاحب الحدائق فيها) أي : في هذه الرواية ، فصاحب الحدائق وهو اخباري اذا طعن في رواية ، كان طعن غيره من الاصوليين فيها بطريق أولى ، ممّا يدل على عدم امكان الاعتماد على هذا الخبر.
(و) كما طعن صاحب الحدائق في الرواية طعن (في كتاب الغوالي ، و) في (صاحبه) وهو ابن أبي جمهور الأحسائي (فقال : انّ الرواية المذكورة لم نقف عليها في غير كتاب الغوالي ، مع ما هي عليها من الارسال ، وما عليه الكتاب المذكور من نسبة صاحبه) وهو الأحسائي رحمهالله (الى التساهل في نقل الأخبار والاهمال ، وخلط غثّها بسمينها وصحيحها بسقيمها ـ كما لا يخفى على من لاحظ الكتاب المذكور (١) ـ انتهى) كلام البحراني.
__________________
(١) ـ الحدائق الناظرة : ج ١ ص ٩٩ ، مستدرك الوسائل : ج ١٧ ص ٣٠٣.