أو دائما وجوه ، ليس هنا محلّ ذكرها ، فانّ المقصود هنا نفي وجوب الاحتياط ، والله العالم.
بقي هنا شيء :
______________________________________________________
ـ مثلا ـ والآخر بحرمتها ، فاذا اخترنا من الأوّل الوجوب نبقى الى الأخير على الوجوب فنؤدّيها ، وإذا اخترنا أولا الحرمة نبقى الى الأخير على الحرمة ، فلا نؤديها اطلاقا.
الخامس : (أو دائما) بمعنى انّه يجوز له أن يختار العمل بأحدهما تارة ، وبالآخر اخرى ، ففي يوم جمعة ـ مثلا ـ يصلي الجمعة وفي يوم جمعة اخرى يصلي الظهر ، وهكذا.
ثم انّ لهذه الاحتمالات (وجوه ليس هنا محلّ ذكرها) وانّما محل ذكرها في باب التعادل والتراجيح (فانّ المقصود هنا نفي وجوب الاحتياط) الذي يقول به الأخباريون واثبات البراءة الذي يقول به الاصوليون ، لا بيان الوجوه المتقدّمة المحتملة ، كما انّه ليس هذا المكان مبحث تفصيل الكلام في خبر الغوالي المتقدّم (والله العالم) بخفايا الامور.
ثمّ انّه (بقي هنا شيء) في مسألة البراءة والاحتياط ، وهذا الشيء مركب من ثلاثة امور :
الأمر الأوّل : انّه لو كان هناك خبران أحدهما موافق للأصل ويسمى بالمقرّر ، والآخر مخالف للأصل ويسمّى بالناقل ، فالمشهور تقديم المخالف ، وسمّي ب «الناقل» ، لأنه ينقل الأمر من الحكم بالأصل ، الى حكم جديد.
الثاني : انّه لو كان احد الخبرين يدل على الاباحة ، والآخر يدل على الحظر ، فالمشهور قالوا بتقديم الحظر على الاباحة ، ومن المعلوم : انّ المسألة الثانية