ومنهم الصدوق رحمهالله ، فانّه قال : «اعتقادنا أنّ الأشياء على الاباحة حتّى يرد النهي». ويظهر من هذا موافقة والده ومشايخه ، لأنّه لا يعبّر بمثل هذه العبارة مع مخالفته لهم ، بل ربما يقول : «الذي أعتقده وافتي به» ، واستظهر من عبارته هذه أنّه من دين الإماميّة.
وأمّا السيّدان ، فقد صرّحا باستقلال العقل بإباحة ما لا طريق إلى كونه مفسدة
______________________________________________________
ومن الواضح : ان صورة فقدان النص تشمل صورة إجمال النص ولو بالملاك.
(ومنهم الصدوق رحمهالله) فانّ كلامه ظاهر بالبراءة فيما لا نصّ على تحريمه أيضا (فانّه قال : اعتقادنا انّ الاشياء ، على الاباحة حتّى يرد النهي) فانّ هذا الكلام نص على انه إذا لم يكن نهي كان محلا للاباحة ، والاباحة عبارة أخرى عن البراءة.
(ويظهر من هذا) حيث قال : اعتقادنا (: موافقة والده ومشايخه) أيضا على القول بالبراءة فيما لا نص فيه (لأنّه لا يعبّر بمثل هذه العبارة) وهي قوله : اعتقادنا (مع مخالفته) أي : الصدوق (لهم) أي : لوالده ومشايخه.
(بل ربّما يقول) الصدوق رحمهالله فيما يتفرّد به : ان (الذي اعتقده وأفتي به ، و) ربّما يقول : اني (استظهر من عبارته هذه : انه) أي : كون الاشياء على الاباحة ، ما لم يكن هناك دليل خاص أو عام على التحريم فاستظهر منه ، واعتقد بانّه (من دين الاماميّة) وذلك لتعارف قوله : اعتقادنا فيما إذا طابق نظره نظر والده ومشايخه ، لا ما تفرد به : انّه من دين الامامية.
(وامّا السيّدان) : المرتضى ، وابن زهرة ، قدسسرهما (فقد صرّحا : باستقلال العقل بإباحة ما لا طريق إلى كونه مفسدة) كشرب التتن في الشبهة الحكميّة ، واللحم المشتبه بين المذكى والميتة في الشبهة الموضوعية.