ما لم يبيّنه للعباد ، لا ما بيّنه واختفى عليهم من معصية من عصى الله في كتمان الحق أو ستره ، فالرواية مساوقة لما ورد عن مولانا أمير
______________________________________________________
وتعالى (ما لم يبيّنه للعباد ، لا ما بيّنه واختفى عليهم من معصية من عصى الله في كتمان الحق أو ستره) وتبديله الى الباطل ، إذ قد يكتم الانسان الحق ولا يبوح به وقد يصادر الحق وينشر مكانه الباطل.
وعليه : فاذا كان الله هو الحاجب ، كان الحكم موضوعا عنهم ، أمّا إذا بيّن الله سبحانه الحكم وإنّما لم يصل إلينا بسبب الاخفاء الصادر عن الأئمة عليهمالسلام تقية ، أو بسبب انّ المخالفين أحرقوا الكتب ، وقتلوا الرواة ، وما أشبه ذلك ، فهو ليس ممّا حجبه الله ، وإنّما الحجب صار بسبب العصاة ومن أشبههم.
ثم الظاهر من الكتاب والسنة : انّ كل الأحكام قد بيّنها الله سبحانه وتعالى في القرآن الحكيم كما في قوله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) (١).
وكما في الرّواية المروية عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في حجة الوداع حيث قال : «ما من شيء يقرّبكم من الجنّة ، ويباعدكم من النار ، إلا وقد أمرتكم به ، وما من شيء يقرّبكم من النار ويباعدكم من الجنّة إلّا وقد نهيتكم عنه» (٢).
هذا ، والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد بين كثيرا من الأحكام للأوصياء من بعده ، لكنّ الناس حالوا دون إفادة الأوصياء تلك الأحكام.
وعليه : (فالرّواية مساوقة) أي : مرادفة في الدلالة (لما ورد عن مولانا أمير
__________________
(١) ـ سورة المائدة : الآية ٣.
(٢) ـ الكافي (اصول) : ج ٢ ص ٧٤ ح ٢ ، وسائل الشيعة : ج ١٧ ص ٤٥ ب ١٢ ح ٢١٩٣٩ ، بحار الأنوار : ج ٧٠ ص ٩٦ ب ٤٧ ح ٣ وقريب منه في أعلام الدين : ص ٣٤٢ ح ٣١ ومستدرك الوسائل : ج ١٣ ص ٢٧ ب ١٠ ح ١٤٦٤٣.