الشك واليقين ، كما عرفت في المثال ، فضلا عن تأخر الأوّل عن الثاني.
وحيث إن صريح الرواية : اختلاف زمان الوصفين وظاهرها اتحاد زمان متعلّقهما ، تعيّن حملها على القاعدة الاولى.
وحاصلها عدم العبرة بطروّ الشك في شيء
______________________________________________________
الشك واليقين ، كما عرفت في المثال ، فضلا عن تأخر الأوّل) أي : زمان الشك (عن الثاني) أي : زمان اليقين فلا يشترط في الاستصحاب لا تعدّد زمان اليقين والشك ولا تقدّم اليقين على الشك. وإنّما يشترط ذلك بالنسبة الى اليقين والمشكوك فقط.
(وحيث) قد عرفت الفرق بين قاعدة اليقين وبين الاستصحاب ، نقول : قد يقال : بأن الرواية المتقدمة تدلّ على الشك الساري وهي قاعدة اليقين وذلك (إن صريح الرواية : اختلاف زمان الوصفين) فإنه عليهالسلام قال : من كان على يقين فشك (١) ، حيث إن ظاهر «كان» : يدلّ على مضي زمان اليقين ، وظاهر الفاء للترتيب ، فيدلّ على تأخر الشك.
(و) أما زمان المتعلق اليقين والشك فإن (ظاهرها) أي : ظاهر هذه الرواية (اتحاد زمان متعلّقهما) أي : متعلق الشك واليقين فإن لهما متعلقا واحدا وهو مثلا ، عدالة زيد يوم الجمعة ، فيوم الجمعة كان يعلم بعدالته ، وفي يوم السبت شكّ في إنّه هل كان في يوم الجمعة عادلا أم لا؟ وإذا كان كذلك (تعيّن حملها) أي : حمل الرواية (على القاعدة الاولى) وهي : قاعدة اليقين ، فلا دلالة في الرواية إذن على الاستصحاب.
(وحاصلها) أي : حاصل قاعدة اليقين هو : (عدم العبرة بطروّ الشك في شيء
__________________
(١) ـ الخصال : ص ٦١٩ ح ١٠ ، وسائل الشيعة : ج ١ ص ٢٤٧ ب ١ ح ٦٣٦.