وبالجملة ، فمن الواضح أنّ بقاء الموجودات المشاركة مع نجاسة الماء المتغير في الوجود من الجواهر والاعراض في زمان الشك في النجاسة ، لذهاب التغيّر المشكوك مدخليّته في بقاء النجاسة ، لا يوجب الظن ببقائها ، وعدم مدخليّة التغيّر فيها.
وهكذا الكلام في كلّ ما شك في بقائه لأجل الشك في استعداده للبقاء.
______________________________________________________
في النار ، فإن بقاء النار مستلزم لبقاء النور والحرارة معا ، لاشتراكهما في مناط البقاء ، ولكن ليس أغلب الموجودات كذلك ، بل أغلب الموجودات مشتركة في الوجود فقط.
(وبالجملة ، فمن الواضح أنّ بقاء الموجودات المشاركة) أي : المشتركة (مع نجاسة الماء المتغير) إنّما هو اشتراك (في الوجود) فقط ، لا في المناط أيضا.
وعليه : فإن بقاء هذه الموجودات (من الجواهر والاعراض) لا ربط لها حينئذ ببقاء نجاسة الماء الذي زال تغيّره من نفسه (في زمان الشك في النجاسة).
وإنّما نشك في النجاسة (لذهاب التغيّر المشكوك مدخليّته في بقاء النجاسة) وقد تبيّن : إنّ اشتراك الموجودات مع نجاسة الماء المتغير اشتراكا في الوجود فقط ، بلا رابط ولا جامع بينهما (لا يوجب الظن ببقائها ، وعدم مدخليّة التغيّر فيها) أي : في النجاسة.
إذن : فلا يفيد غلبة البقاء في الموجودات : الظن ببقاء النجاسة في المثال.
والحاصل : إن بقاء الحديد والخشب والماء وألف شيء آخر ، ربط له ببقاء نجاسة الماء المتغير إذا زال تغيره من نفسه حتى يقال : إن غلبة بقاء تلك الأشياء تدل على بقاء نجاسة الماء المتغيّر بعد زوال تغيّره؟.
(وهكذا الكلام في كلّ ما شك في بقائه لأجل الشك في استعداده للبقاء)