فيكون مضمون المنقول باللفظ أقرب إلى الواقع ، وكالترجيح بشهرة الرواية ونحوها.
وهذه الأنواع الثلاثة كلّها متأخّرة عن الترجيح باعتبار قوّة الدلالة ، فإنّ الأقوى دلالة مقدّم على ما كان أصحّ سندا ، وموافقا للكتاب ، ومشهور الرواية بين الأصحاب ،
______________________________________________________
الذي قاله الإمام (فيكون مضمون المنقول باللفظ أقرب إلى الواقع) من المنقول بالمعنى.
(وكالترجيح بشهرة الرواية) فانّ الشهرة كما ترجّح صدور الرواية بملاحظة كثرة ناقليها ، فكذلك ترجّح المضمون بملاحظة كثرة العاملين بها (ونحوها) أي : نحو الشهرة كالإجماعات المنقولة على مضمون أحد الخبرين ـ مثلا ـ وكأضبطيّة راوي أحدهما بالنسبة إلى الراوي الآخر ، لوضوح : انّ الأضبط بعيد عن الاشتباه بالقدر الذي يقرب من الاشتباه غير الأضبط.
(وهذه الأنواع الثلاثة) من المرجّحات الداخلية ، الراجعة إلى الجهة ، والصدور ، والمضمون (كلّها متأخّرة عن الترجيح باعتبار قوّة الدلالة) والجمع العرفي ، فانّه إذا أمكن الجمع الدلالي العرفي بين الخبرين ، كالعام والخاص ، والظاهر والأظهر ، وما أشبه ذلك قدّم على الترجيح بسائر المرجّحات.
وعليه : (فانّ الأقوى دلالة مقدّم على ما كان أصحّ سندا ، و) مقدّم على ما كان (موافقا للكتاب ، و) مقدّم على ما كان (مشهور الرواية بين الأصحاب) ومقدّم أيضا على ما كان خلاف التقيّة ، فإذا كان ـ مثلا ـ العام مخالفا للتقيّة ، والخاص موافقا للتقيّة ، فانّ الخاص يخصّص العام ولا يلاحظ جهة الصدور ، وكذلك إذا كان العام موافقا للكتاب والخاص مخالفا ، أو كان العام أصحّ سندا من الخاص