وبتقرير آخر : إذا أمكن فرض صدور الكلامين على غير جهة التقيّة وصيرورتهما ، كالكلام الواحد على ما هو مقتضى دليل وجوب التعبّد بصدور الخبرين.
فيدخل في قوله عليهالسلام : «أنتم أفقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا» إلى آخر الرواية المتقدّمة ،
______________________________________________________
(وبتقرير آخر) لبيان إثبات وجوب تقديم الترجيح الدلالي على سائر المرجّحات ، وانّه إذا أمكن الجمع العرفي لا تصل النوبة إلى الترجيح بالمرجّحات الأخر نقول : انّه (إذا أمكن فرض صدور الكلامين على غير جهة التقيّة) بل على جهة بيان الواقع (و) أمكن فرض (صيرورتهما ، كالكلام الواحد) وذلك بحمل الظاهر على الأظهر ، والظاهر على النصّ (على ما هو) أي : على انّ فرض صدور الكلامين منهم عليهمالسلام لبيان الواقع هو : (مقتضى دليل وجوب التعبّد بصدور الخبرين) الذين هما حجّة ، فانّ المفروض هو انّ أدلّة حجيّة الخبر تشمل كلا من الخبرين ، وانّ المفروض أيضا إمكان الجمع بينهما جمعا عرفيّا ، فيقتضي ذلك فرض صدورهما ، والجمع بينهما بحمل الظاهر على الأظهر ، أو الظاهر على النصّ.
وعليه : فانّه إذا أمكن مثل ذلك الجمع في النظر العرفي (فيدخل في قوله عليهالسلام : «أنتم أفقه النّاس إذا عرفتم معاني كلامنا» (١) ، إلى آخر الرواية المتقدّمة).
لا يقال : انّ الجمع العرفي شأن كلّ إنسان ، فأيّة خصوصيّة لقوله عليهالسلام : «أنتم» الظاهر في إرادة خصوص الشيعة منه؟.
لأنّه يقال : إنّ الخصوصيّة لأجل أنّ التقيّة كانت كثيرة في كلماتهم عليهمالسلام ، وغير
__________________
(١) ـ معاني الاخبار : ج ١ ص ١ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١١٧ ب ٩ ح ٣٣٣٦٠.