فهما كظاهري مقطوعي الصدور ، أو ككلام واحد تصادم فيه ظاهران.
ويشكل بصدق التعارض بينهما عرفا ودخولهما في الأخبار العلاجيّة ،
______________________________________________________
الفاسق (فهما) أي : الظاهر انّ المذكوران يكونان حينئذ : (كظاهري مقطوعي الصدور) حيث إنّ السند فيهما قطعي ، فلا يمكن طرح السند ، وإنّما يوجب الاجمال في الدلالة ، كما إذا قطعنا بصدور : «أكرم العلماء» وصدور «لا تكرم الفسّاق» فانّه لا مجال لطرح السند ، وإنّما يحصل الاجمال في العالم الفاسق ، فلا يعلم بأنّه هل المراد وجوب إكرامه حتّى لا يدخل إكرامه في لا تكرم الفساق ، أو المراد حرمة اكرامه حتى لا يدخل في أكرم العلماء.
(أو) يكون الظاهران المذكوران حينئذ (ككلام واحد تصادم فيه ظاهران) : ظاهر أحدهما الوجوب ، وظاهر أحدهما الحرمة ، ولم يكن أحدهما قرينة على الآخر ، وذلك كما لو ورد ـ مثلا ـ : «الجمعة لا يصلّيها إلّا المعصوم أو من أذن له» حيث لا يعلم أنّ في زمن الغيبة الذي نحن فيه هل تجب الجمعة ، لأنّ الفقيه الجامع للشرائط هو من أذن له بالإذن العامّ ، أو تحرم ، لأنّ ظاهر الاذن هنا هو الاذن الخاص لا العامّ ، ففي مثله نحكم بصدور الخبر وإجمال ظاهره.
لكن (ويشكل) ما ادّعيناه : من وجوب الجمع بين العامّين من وجه ـ مثلا ـ والحكم بالاجمال في مورد الاجتماع الذي هو العالم الفاسق ، إشكالا (ب) سبب (صدق التعارض بينهما عرفا) فإنّ العرف يرى انّ أحدهما معارض للآخر (و) لذا يرى العرف (دخولهما في الأخبار العلاجيّة) والحكم بلزوم طرح أحدهما والأخذ بالآخر.
وإنّما يرى العرف دخولهما في أخبار العلاج لأمرين :