استقلّ العقل عند التزاحم بوجوب ترك غيره وكون وجوب الأهمّ مزاحما لوجوب غيره من دون عكس.
وكذا لو احتمل الأهمية في أحدهما دون الآخر.
وما نحن فيه ليس كذلك قطعا ، فإنّ وجوب العمل بالراجح من الخبرين ليس آكد من وجوب العمل بغيره.
هذا ، وقد عرفت فيما تقدّم أنّا لا نقول بأصالة التخيير في تعارض
______________________________________________________
(استقلّ العقل عند التزاحم بوجوب ترك غيره) أي : غير الأهم (وكون وجوب الأهمّ) حينئذ (مزاحما لوجوب غيره) الذي ليس بأهم (من دون عكس) فليس المهمّ مزاحما للأهم حتى يتساويان ويتخيّر المكلّف بينهما ، بل الأهم مزاحم للمهمّ ، فاللازم تقديم الأهم.
(وكذا لو احتمل الأهمية في أحدهما دون الآخر) فيما إذا كان الاحتمال كافيا في الترجيح اللزومي ، وذلك كما إذا غرق اثنان يحتمل أن يكون من في طرف يمينه هو العالم ، دون من في طرف يساره ، فإنّه يلزم عليه انقاذ من في طرف اليمين لا اليسار ، لأنّ الاحتمال كان بحيث يوجب تقديم المحتمل على غيره عقلا.
هذا (و) لكن (ما نحن فيه) من تعارض الخبرين بناء على السببية (ليس كذلك قطعا ، فإنّ وجوب العمل بالراجح من الخبرين ليس آكد) ولا أهم إلى حدّ المنع عن النقيض (من وجوب العمل بغيره) الذي هو المرجوح ، وذلك لفرض أن الأدلة الدالة على وجوب العمل بالخبر يشمل كلا من الراجح والمرجوح على حد سواء.
(هذا ، وقد عرفت فيما تقدّم أنّا لا نقول بأصالة التخيير في تعارض