ولا قبح فيه بعد فرض المصلحة ، مع أنّ بيان العدم قد يدّعى وجوده في الكلّ ، بمثل قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في خطبة الغدير في حجّة الوداع : «معاشر الناس ما من شيء يقرّبكم إلى الجنّة الّا وقد أمرتكم به ، وما من شيء يباعدكم عن النار إلّا وقد نهيتكم عنه».
______________________________________________________
وعدم الحرمة (ولا قبح فيه) أي : في تأخير أصل الحكم رأسا ، أو تأخير التخصيص والتقييد في الحكم (بعد فرض المصلحة) لذلك التأخير فيهما جميعا.
(مع أنّ بيان العدم قد يدّعى وجوده في الكلّ) : الأوّل والثاني ، وذلك (بمثل قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في خطبة الغدير في حجّة الوداع : «معاشر النّاس ما من شيء يقرّبكم إلى الجنّة إلّا وقد أمرتكم به ، وما من شيء يباعدكم عن النّار إلّا وقد نهيتكم عنه» (١)) فانّ معنى هاتين الجملتين هو : بيان عدم وجود حكم من واجبات ومحرّمات غير التي بيّنها صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مع وضوح : إنّ هناك واجبات ومحرّمات لم يبيّنهما ، ولعلّ مراده من بيانها هو : الايداع عند الأئمّة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين حيث هم يبيّنون تلك الأحكام التي لم يبيّنها صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ثمّ إنّ لفظ الخطبة إن كان كما نقله المصنّف : «وما من شيء يباعدكم عن النار» أي : يباعدكم عن النار اجتنابه ، فانّ اجتناب الحرام يبعد عن النار ، ولكن في بعض النسخ جاء بهذا النحو : «معاشر الناس! ما من شيء يقرّبكم إلى الجنّة ويباعدكم عن النّار إلّا وقد أمرتكم به ، وما من شيء يباعدكم من الجنّة ويقرّبكم
__________________
(١) ـ وقريب من هذا النص ورد في الكافي (اصول) : ج ٢ ص ٧٤ ح ٢ ، وسائل الشيعة : ج ١٧ ص ٤٥ ب ١٢ ح ٢١٩٣٩ ، بحار الانوار : ج ٧٠ ص ٩٦ ب ٤٧ ح ٣.