لا يحكم ـ بمجرّد وجدان مخصّص منفصل ـ بظهوره في تمام الباقي ، إلّا بعد إحراز عدم مخصّص آخر ، فالعامّ المخصّص بالمنفصل لا ظهور له في المراد منه ، بل هو قبل إحراز جميع المخصّصات مجمل مردّد بين تمام الباقي وبعضه ، وبعده يتعيّن إرادة الباقي بعد جميع ما ورد عليه من التخصيص.
______________________________________________________
لا يحكم ـ بمجرّد وجدان) الدليل اللبّي الذي هو (مخصّص منفصل ـ بظهوره) أي : بظهور العام بعد تخصيصه به (في تمام الباقي ، إلّا بعد إحراز عدم مخصّص آخر) غير اللبّي ، مثل دليل : لا تكرم النحويين فيما نحن فيه ، ولذا لم ينعقد الظهور لهذا العام المخصّص بالمنفصل إلّا بعد مجيء المخصّص الآخر ، فإذا جاء فلا يلاحظ النسبة بين ظهور هذا العام المخصّص بالمنفصل ، وبين المخصّص الآخر ، بل المخصّص الآخر حاله حال المخصّص اللبّي في كون كليهما في مرتبة واحدة ، فإذا اخرجا عن العام معا انعقد للعام ظهور حينئذ.
وعليه : (فالعامّ المخصّص بالمنفصل) اللبّي كما فيما نحن فيه (لا ظهور له في المراد منه) أي : في المراد من هذا العام بعد انثلام عمومه بالمخصّص اللبّي المنفصل (بل هو) أي : هذا العام (قبل إحراز جميع المخصّصات) اللبّية واللفظية (مجمل) لأنّه لا ظهور له بعد انثلام عمومه بالمخصّص اللبّي المنفصل ، فهو بعده (مردّد بين تمام الباقي) من العلماء العدول نحويّا كانوا أم غير نحويّين (و) بين (بعضه) أي : بعض الباقي ، وذلك بأن يخرج النحويون أيضا كما خرج الفسّاق بسبب الدليل اللبّي (و) لكن (بعده) أي : بعد إحراز جميع المخصّصات (يتعيّن إرادة الباقي بعد جميع ما ورد عليه من التخصيص) اللبّي واللفظي معا.