أمّا المخصّص بالمتصل ، فلمّا كان ظهوره مستندا إلى وضع الكلام التركيبي على القول بكونه حقيقة أو بوضع لفظ القرينة ، بناء على كون لفظ العامّ مجازا ، صحّ اتصاف الكلام بالظهور ، لاحتمال إرادة خلاف ما وضع له التركيب أو لفظ القرينة.
______________________________________________________
هذا هو بالنسبة إلى المخصّص بالمنفصل ، و (أمّا المخصّص بالمتّصل) كما ذكرنا في مثل : أكرم العلماء العدول ، أو ان كانوا عدولا ، أو غير ذلك من أمثلة المخصّصات المتّصلة (فلمّا كان ظهوره مستندا إلى وضع الكلام التركيبي على القول بكونه حقيقة) فإنّ جماعة قالوا : بأنّ ذا القرينة والقرينة معا لهما وضع تركيبي في المراد ، فرأيت أسدا يرمي ـ مثلا ـ له وضع تركيبي في الرجل الشجاع ، وهكذا غيره من الأمثلة (أو) كان ظهوره مستندا إلى القرينة المتّصلة يعني : (بوضع لفظ القرينة ، بناء على كون لفظ العام مجازا) حيث قال جماعة آخرون : بأنّه لا وضع تركيبي لأسد يرمي في الرجل الشجاع ، وإنّما يفهم الرجل الشجاع منه بسبب تعدّد الدالّ والمدلول.
وبالجملة : فانّ المخصّص بالمتّصل لما كان له ظهور في الباقي على التقديرين المذكورين (صحّ اتّصاف الكلام بالظهور) في الباقي ، ومعه فيلاحظ النسبة بينه وبين الخاص الآخر ، فإذا قال ـ مثلا ـ : أكرم العلماء العدول ، ثمّ قال : ولا تكرم النحويين ، يلاحظ النسبة بين العلماء العدول ، وبين النحويين ، والنسبة بينهما هي العموم من وجه.
وإنّما قال : يصحّ اتّصاف الكلام بالظهور في الباقي ، ولم يقل : نصّا في الباقي (لاحتمال إرادة خلاف ما وضع له التركيب) أي : الكلام التركيبي على القول بكونه حقيقة (أو) خلاف وضع (لفظ القرينة) بناء على كونه مجازا ، فانّه