ومنها : كونه أعدل ، وتعرف الأعدليّة إمّا بالنصّ عليها ، وإمّا بذكر فضائل فيه لم يذكر في الآخر.
ومنها : كونه أصدق مع عدالة كليهما ، ويدخل في ذلك كونه أضبط.
______________________________________________________
لأحد من موالينا في التشكيك فيما يرويه عنّا ثقاتنا» (١) بل قال بعضهم : بل مفهوم آية النبأ هو أيضا الوثاقة لأنّ قوله سبحانه : (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ) (٢) يراد به الفاسق الكلامي ، لأنّه المناسب للخبر ، وأمّا الفاسق الجوارحي الذي هو ثقة في كلامه ، فلا يتعلّل ترك خبره بقوله : (أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ) (٣) ولذا فلو كان كلّ من الخبرين مقبولا ، لكن كان راوي أحدهما عدلا والآخر ثقة ، فالعدل مقدّم على الثقة.
(ومنها : كونه أعدل) والآخر عادل (وتعرف الأعدليّة إمّا بالنصّ) من علماء الرجال (عليها) أي : على الأعدليّة ، كما لو قالوا : بأنّ فلانا أعدل من فلان (وإمّا بذكر فضائل فيه لم يذكر في الآخر) كما لو قالوا في زيد ـ مثلا ـ : انّه عدل ورع تقي يجتنب الشبهات ، ولم يقولوا في الآخر بمثل ذلك ، ولا يخفى انّ الاستقامة التي هي أصل العدالة قد تكون بلا ميل أصلا وهذا هو الأعدل ، وقد تكون مع شيء يسير من الميل وهذا هو العادل.
(ومنها : كونه أصدق مع عدالة كليهما) والمراد بأصدقيّة الراوي ـ مع إنّ كلا الراويين صادقان ـ هو : أن يكون خبره أقرب إلى مطابقة الواقع من خبر الآخر (ويدخل في ذلك) أي : في الأصدق (كونه أضبط) لوضوح انّ الأضبط أقرب
__________________
(١) ـ رجال الكشي : ص ٥٣٦ ، وسائل الشيعة : ج ١ ص ٣٨ ب ٢ ح ٦١ وج ٢٧ ص ١٥٠ ب ١١ ح ٣٣٤٥٥ ، بحار الانوار : ج ٥٠ ص ٣١٨ ب ٤ ح ١٥.
(٢) ـ سورة الحجرات : الآية ٦.
(٣) ـ سورة الحجرات : الآية ٦.