ينافي التعليل المذكور في الاخبار المستفيضة المتقدّمة.
ومنه يظهر : ضعف الوجه الثالث مضافا إلى صريح رواية أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : ما أنتم والله على شيء ممّا هم فيه ، ولا هم على شيء ممّا أنتم فيه ، فخالفوهم ، فإنهم ليسوا
______________________________________________________
عن الواقع ، فاللازم معه أن يكون كلّ ما يدور حول الخبر ، حتّى الترجيح بين الخبرين ملحوظا فيه الطريقيّة والأقربيّة إلى الواقع أيضا ، بينما مجرّد التعبّد ، أو حسن المخالفة ، لا كشف فيه ، وحينئذ فالوجه الأوّل مع بعده (ينافي التعليل المذكور في الأخبار المستفيضة المتقدّمة) أيضا ، فانّ أكثر الأخبار علّلت مخالفة العامّة بكون الرشد في خلافهم ، ممّا يكون معناه : الطريقيّة والكشف عن الواقع ، فنحمل الأخبار الخالية عن هذا التعليل عليها ، وبذلك يتبيّن : انّه لا يلاحظ التعبّد في الأخذ بمخالف العامّة وإنّما الطريقيّة والكشف عن الواقع.
(ومنه يظهر : ضعف الوجه الثالث) أيضا ، لأنّك قد عرفت انّ الوجه الثالث هو أيضا كالوجه الأوّل مبني على التعبّد في مخالفة العامّة ، فيكون الاشكالان الواردان من المصنّف على الوجه الأوّل بقوله : «فمع بعده» وقوله : «ينافي التعليل» واردين أيضا على الوجه الثالث.
(مضافا إلى) إشكال ثالث يرد على هذين الوجهين : الأوّل والثالث ، وهو : (صريح رواية أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام) الدالّة على انّ الأخذ بمخالفة العامّة إنّما هو من باب الطريقيّة والكشف عن الواقع ، لا من باب التعبّد ، فانّه (قال : ما أنتم والله على شيء ممّا هم فيه) أي : من العقائد والأحكام (ولا هم على شيء ممّا أنتم فيه) أي : من عقائدكم وأحكامكم (فخالفوهم ، فانّهم ليسوا