ومنه كون الراوي له أفقه من راوي الآخر في جميع الطبقات ، أو في بعضها ، بناء على أنّ الظاهر عمل الأفقه به.
______________________________________________________
وعليه : فقد تبيّن من ذلك انّ الشهرة على ثلاثة أقسام :
الأوّل : مجرّد شهرة الرواية ، وذلك بأن اشتهر روايتها على ألسنة الرواة ، أو نقلها في كتب الحديث ، من دون اشتهار استناد الأصحاب إليها ، أو كون فتواهم على طبقها ، وقد عرفت : انّ شهرة الرواية مرجّح صدوري داخلي ان لم تقيّد بالكشف عن شهرة العمل ، وإلّا بأن قيّدت بالكشف عن شهرة العمل فهي مرجّح خارجي.
الثاني : شهرة العمل بأن اشتهر استناد الأصحاب إلى هذه الرواية.
الثالث : شهرة الفتوى بأن تكون فتوى المشهور موافقة لهذه الرواية من دون استنادهم إليها.
(ومنه) أي : من الأوّل الذي ليس بمعتبر في نفسه (كون الراوي له) أي : للخبر (أفقه من راوي الآخر في جميع الطبقات ، أو في بعضها ، بناء على انّ الظاهر عمل الأفقه به) أي : بالخبر الذي رواه ، وذلك لوضوح : انّ مجرّد نقل الأفقه للخبر مع قطع النظر عن العمل به من قبله هو ، مرجّح داخلي صدوري كالأعدلية ، وليس بحثنا فيه الآن ، لأنّ بحثنا في المرجّحات الخارجية ، ولذا قيّده المصنّف بقوله : «بناء على انّ الظاهر عمل الأفقه به» فانّ عمل الأفقه بالخبر مع فقهه أمارة على مزيّة في هذا الخبر ليس في الخبر المعارض له ، علما بأنّ المراد من عمل الأفقه به : عمله به تعيينا لا تخييرا ، وإلّا لم يكن مرجّحا.
هذا ، ولا يخفى إنّ معنى الأفقه هو : الأكثر اطّلاعا بالنسبة إلى الأحكام ، والأجود فهما للإخبار ، والأدقّ نظرا بالنسبة إلى الأشباه والنظائر ، والاعرف