المخالف له عن معارضه لكان مطروحا ، كما إذا تباين مضمونهما كلّيّة ، كما لو كان ظاهر الكتاب في المثال المتقدّم وجوب إكرام زيد العالم ، واللّازم في هذه الصورة خروج الخبر المخالف عن الحجّيّة رأسا ، لتواتر الأخبار ببطلان الخبر المخالف للكتاب ، والمتيقّن من المخالفة هذا الفرد.
______________________________________________________
المخالف له) أي : لظاهر الكتاب (عن معارضه) أي : عن الخبر الموافق للكتاب (لكان) الخبر المخالف للكتاب معه (مطروحا ، كما إذا تباين مضمونهما) أي : تباين مضمون الكتاب مع مضمون الخبر (كليّة) بأن كانا من المتباينين كليّا ، وذلك (كما لو كان ظاهر الكتاب في المثال المتقدّم : وجوب اكرام زيد العالم) فانّ في المثال المتقدّم كان خبران : أحدهما يقول : أكرم زيدا العالم ، والآخر يقول : لا تكرم زيدا العالم ، فإذا كان الكتاب يقول : أكرم زيدا العالم ، كان أكرم زيدا العالم في الكتاب ، مباينا للا تكرم زيدا العالم في الخبر تباينا كليّا.
(واللازم في هذه الصورة) أي : الصورة الثانية (خروج الخبر المخالف عن الحجيّة رأسا) بمعنى : سقوطه عن الحجيّة فلا حجيّة فيه ، بل يكون حاله حال القياس ونحوه ، وذلك (لتواتر الأخبار ببطلان الخبر المخالف للكتاب ، و) أنّه زخرف (١) وباطل (٢) ، ولم يقله الإمام (٣) ، وأنّه يجب أن يضرب به عرض الحائط (٤) ، وما أشبه ذلك ، علما بأنّ (المتيقّن من المخالفة) الواردة في هذه الروايات ، الموجبة لطرح الخبر (هذا الفرد) الذي هو المخالف على وجه التباين.
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) ج ١ ص ٦٩ ح ٣ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١١١ ب ٩ ح ٣٣٣٤٧.
(٢) ـ تفسير العياشي : ج ١ ص ٢٠ ح ٧ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٢٣ ب ٩ ح ٣٣٣٨١.
(٣) ـ الكافي (اصول) : ج ١ ص ٦٩ ح ٥ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١١١ ب ٩ ح ٣٣٣٤٨ تفسير العياشي : ج ١ ص ٦٩ ، قرب الاسناد : ص ٤٤.
(٤) ـ التبيان في تفسير القرآن : ج ١ ص ٥ ، مجمع البيان : ج ١ ص ١٣.