صفات الراوي ، على الترجيح بالشهرة والشذوذ.
مع أنّ عمل العلماء قديما وحديثا على العكس على ما يدلّ عليه المرفوعة الآتية ، فإنّ العلماء لا ينظرون عند تعارض المشهور والشاذّ إلى صفات الراوي ، اللهمّ إلّا أن يمنع ذلك.
فإنّ الراوي إذا فرض كونه أفقه وأصدق وأورع ، لم يبعد ترجيح روايته وإن انفرد بها على الرواية المشهورة بين الرواة ،
______________________________________________________
صفات الرّاوي ، على الترجيح بالشهرة والشذوذ) فقد ذكرت الرواية أو لا صفات الراوي ثم ذكرت ثانيا الترجيح بالشهرة (مع أنّ عمل العلماء قديما وحديثا على العكس) من ترتيب هذه الرواية ، فإنّهم يقدّمون الترجيح بالشهرة على الترجيح بالصفات ، وذلك (على ما يدلّ عليه المرفوعة الآتية) حيث انّ الإمام عليهالسلام قدّم الشهرة فيها ، ثم ذكر سائر المرجّحات المتربطة بصفات الراوي.
وعليه : (فإنّ العلماء لا ينظرون عند تعارض المشهور والشاذّ إلى صفات الرّاوي) بل يأخذون بالمشهور وإن كان صفات راوي الشاذ أرفع من صفات راوي المشهور.
(اللهمّ إلّا أن يمنع ذلك) أي : يمنع إطلاق تقديم الترجيح بالشهرة على الترجيح بصفات الراوي ، وذلك بأن نقول : إنّه ربما يقدّم الترجيح بالشهرة ، وربّما يقدّم الترجيح بصفات الراوي (فإنّ الراوي إذا فرض كونه أفقه وأصدق وأورع) من الراوي للرواية الاخرى (لم يبعد ترجيح روايته) أي : رواية هذا الذي كان أفقه وأصدق وأورع (وإن انفرد بها) بأن كانت هذه الرواية رواية شاذة ، فانه مع ذلك قد نرجّح أحيانا هذه الرواية الشاذة (على الرواية المشهورة بين الرواة).