إذا عرفت ما تلوناه عليك ، فلا يخفى عليك أنّ ظواهرها متعارضة ، فلا بدّ من علاج ذلك ، والكلام في ذلك
______________________________________________________
إلى ذكرها لأنها بنفس مضامين هذه الروايات.
(إذا عرفت ما تلوناه عليك ، فلا يخفى عليك) ما فيها ، فإنّ هذه الروايات وإن كانت متفقة الدلالة على وجوب الترجيح كما يقوله المشهور ، إلّا (أن ظواهرها متعارضة) من بعض الجهات ، فقد ذكرت المقبولة ـ كما عرفت ـ الترجيح أو لا بصفات الراوي ، بينما ذكرت المرفوعة الترجيح أو لا بشهرة الرواية ، وذكرت المقبولة في الأخير الارجاء ، بينما ذكرت المرفوعة التخيير ، وغير ذلك من جهات التعارض التي سنذكرها إن شاء الله تعالى (فلا بدّ من علاج ذلك) التعارض الموجود فيما بينها.
لا يقال : إنّ هذه الأحاديث إذا كانت قد وردت لعلاج تعارض الأخبار ، فكيف وقع التعارض فيما بينها؟.
لأنّه يقال : لا منافاة بين كونها لعلاج التعارض وبين وقوع التعارض فيما بينها ، خصوصا إذا لاحظنا ظروف التقية الشديدة التي ابتلي بها أهل البيت عليهمالسلام وأصحابهم ، حتى نقل عن الإمام الصادق عليهالسلام ما مضمونه : «انا خالفت بينهم» (١) اضافة إلى أن طبيعة الأمر ـ حسب تناسب الزمان والمكان ، ووجود القرينة والمقام ـ تقتضي ذلك ، فإنّ أجوبة العقلاء عمّا يسألون تكون مختلفة بحسب الزمان والمكان ، وسائر الخصوصيات والملابسات ، ومن راجع القوانين والمحاكم ، والشروح والتفاسير للقوانين يلمس ما ذكرناه.
(و) كيف كان : فإنّ (الكلام في ذلك) أي : في علاج التعارض الموجود
__________________
(١) ـ عدة الاصول : ج ١ ص ١٣٠.