يقع في مواضع :
الأوّل : في علاج تعارض مقبولة ابن حنظلة ، ومرفوعة زرارة ، حيث إنّ الاولى صريحة في تقديم الترجيح بصفات الراوي ، على الترجيح بالشهرة ، والثانية : بالعكس ، وهي وإن كانت ضعيفة السند إلّا أنّها موافقة لسيرة العلماء في باب الترجيح ، فإنّ طريقتهم مستمرّة على تقديم المشهور على الشاذّ ، والمقبولة وإن كانت مشهورة بين العلماء حتى سمّيت مقبولة ،
______________________________________________________
بين ظاهر هذه الروايات العلاجية (يقع في مواضع) كالتالي :
(الأوّل : في علاج تعارض مقبولة ابن حنظلة (١) ، ومرفوعة زرارة (٢) ، حيث أنّ الاولى صريحة في تقديم الترجيح بصفات الراوي ، على الترجيح بالشهرة) يعني : إذا كان راوي الشاذ أعدل لزم الأخذ بالشاذ لا بالمشهور (والثانية : بالعكس) يعني : أن المرفوعة تلزم في المثال المذكور الأخذ بالمشهور لا بالأعدل.
هذا من حيث الدلالة ، وأمّا من حيث الصدور : فالثانية (وهي) مرفوعة زرارة فإنّها (وإن كانت ضعيفة السند) لأنها مرفوعة ولا يعرف سندها (إلّا أنّها موافقة لسيرة العلماء في باب الترجيح ، فإنّ طريقتهم مستمرّة على تقديم المشهور على الشاذّ) حتى وإن كان الشاذ راجحا من جهة صفات الراوي ، ولعل وجه ذلك هو التعليل : «بأن المجمع عليه لا ريب فيه» ، وعلى ذلك جرت سيرة العقلاء كافة (والمقبولة وإن كانت مشهورة بين العلماء حتى سميّت مقبولة) بمعنى : قبول
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ١ ص ٦٧ ح ١٠ ، تهذيب الاحكام : ج ٦ ص ٣٠٢ ب ٢٢ ح ٥٢ ، من لا يحضره الفقيه : ج ٣ ص ٨ ب ٢ ح ٣٢٣٣ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٠٦ ب ٩ ح ٣٣٣٣٤.
(٢) ـ غوالي اللئالي : ج ٤ ص ١٣٣ ح ٢٢٩ ، بحار الانوار : ج ٢ ص ٢٤٥ ب ٢٩ ح ٥٧ ، جامع أحاديث الشيعة : ج ١ ص ٢٥٥.