أرشدك الله ، أنّه لا يسع أحدا تمييز شيء ممّا اختلفت الرواية فيه من العلماء عليهمالسلام ، برأيه إلّا على ما أطلقه عليهالسلام ، بقوله : «أعرضوهما على كتاب الله ، فما وافق كتاب الله عزوجل فخذوه ، وما خالف كتاب الله عزوجل فذروه» ، وقوله عليهالسلام : «دعوا ما وافق القوم ، فإنّ الرشد في خلافهم» وقوله عليهالسلام : «خذوا بالمجمع عليه ، فإنّ المجمع عليه لا ريب فيه» ، ولا نعرف من جميع ذلك إلّا أقلّه ،
______________________________________________________
أرشدك الله ، انّه لا يسع أحدا تمييز شيء) أي فرز أحد الخبرين المتعارضين وترجيحه على الآخر (ممّا اختلفت الرواية فيه من العلماء عليهمالسلام) أي : من الأئمّة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، فقد ورد في الحديث : «نحن العلماء ، وشيعتنا المتعلّمون» فانّه لا يجوز فرز شيء وترجيحه (برأيه) من دون ملاحظة أخبار الترجيح (إلّا على ما) أي : على النحو الذي (أطلقه عليهالسلام بقوله : «اعرضوهما على كتاب الله فما وافق كتاب الله عزوجل فخذوه ، وما خالف كتاب الله عزوجل فذروه» وقوله عليهالسلام : «دعوا ما وافق القوم ، فانّ الرشد في خلافهم» وقوله عليهالسلام : «خذوا بالمجمع عليه ، فإنّ المجمع عليه لا ريب فيه»).
ولا يخفى : انّ ما ذكره الشيخ الكليني هو المستفاد من الروايات التي عرفتها.
ثمّ قال الشيخ الكليني : (ولا نعرف من جميع ذلك إلّا أقلّه) والظاهر انّ المراد من ذلك هو : ما وافق الكتاب أو خالفه ، أو وافق العامّة أو خالفهم ، أو وافق المجمع عليه أو خالفه ، فانّه إنّما لا نعرف من ذلك إلّا أقلّه ، إذ لم نجد في الأخبار على الأغلب خبرا معارضا للكتاب ، أو موافقا للعامّة ، أو مخالفا للمشهور ،