إمّا أن يستنبط من النصوص ولو بمعونة الفتاوى وجوب العمل بكلّ مزيّة يوجب أقربيّة ذيها إلى الواقع ، وإمّا أن يستظهر من إطلاقات التخيير الاختصاص بصورة التكافؤ من جميع الوجوه.
والحقّ : إنّ تدقيق النظر في أخبار الترجيح يقتضي التزام الأوّل.
كما أنّ التأمّل الصادق في أخبار التخيير يقتضي التزام الثاني ،
______________________________________________________
الأوّل : (إمّا أن يستنبط من النصوص) أي : من أخبار العلاج التي نصّت على بعض المرجّحات (ولو) استنباطا (بمعونة الفتاوى) حيث انّ العلماء هم الذين القي إليهم الكلام ، ففتاواهم تدلّ على انّهم أيضا فهموا من الروايات (وجوب العمل بكلّ مزيّة يوجب أقربيّة ذيها) أي : ذي المزيّة (إلى الواقع) وحينئذ فيتعدّى من المرجّحات المنصوصة إلى غيرها ، وهذا ما جرى عليه المجتهدون.
الثاني : (وإمّا ان يستظهر من إطلاقات التخيير الاختصاص) أي : اختصاص التخيير (بصورة التكافؤ من جميع الوجوه) بحيث لا يكون هناك في أحد المتعارضين مزيّة منصوصة ، ولا غير منصوصة ، فانّه إنّما يستظهر من إطلاقات التخيير اختصاصه بصورة التكافؤ من جميع الوجوه ، لأنّ إطلاقات التخيير منصرفة إلى صورة فقد المرجّح.
(والحقّ : إنّ تدقيق النظر في أخبار الترجيح يقتضي التزام الأوّل) أي : وجوب العمل بكلّ مزيّة منصوصة وغير منصوصة ، وذلك كما سيذكره المصنّف قريبا إن شاء الله تعالى.
(كما أنّ التأمّل الصادق في أخبار التخيير يقتضي التزام الثاني) أي : اختصاص التخيير بصورة التكافؤ من جميع الوجوه بحيث لا يكون في جانب من المتعارضين مزيّة منصوصة ولا غير منصوصة.