ولذا ذهب جمهور المجتهدين إلى عدم الاقتصار على المرجّحات الخاصّة ، بل ادّعى بعضهم ظهور الاجماع وعدم ظهور الخلاف على وجوب العمل بالراجح من الدليلين ، بعد أن حكي الاجماع عليه عن جماعة.
وكيف كان : فما يمكن استفادة هذا المطلب منه ، فقرات من الروايات :
______________________________________________________
(ولذا) أي : لأجل ما ذكرناه : من انّ تدقيق النظر والتأمّل الصادق يقتضي التزام الأمرين المذكورين (ذهب جمهور المجتهدين إلى عدم الاقتصار على المرجّحات الخاصّة) المذكورة في الروايات (بل ادّعى بعضهم ظهور الاجماع وعدم ظهور الخلاف) من أحد (على وجوب العمل بالراجح من الدليلين) سواء كان رجحانا منصوصا أو رجحانا غير منصوص ، وذلك (بعد أن حكي الاجماع عليه عن جماعة) فانّ بعض المجتهدين بعد ما نسب إلى جماعة دعوى الاجماع ، ادّعى هو أيضا الاجماع ، ففي المسألة إجماع منقول ، وإجماع محصّل ، وشهرة محقّقة لذهاب جمهور المجتهدين إليه.
(وكيف كان) : سواء صحّ دعوى الاجماع أم لم يصحّ (فما يمكن استفادة هذا المطلب) أي : لزوم الترجيح بكلّ مرجّح ولو غير منصوص (منه ، فقرات من الروايات) أي : من روايات الترجيح يأتي بيانها إن شاء الله تعالى.
وعليه : فالروايات العلاجية تدل على أمرين :
الأمر الأوّل : المرجّحات المنصوصة.
الأمر الثاني : الترجيح بكلّ مرجّح ولو لم يكن منصوصا ممّا يراه العرف مرجّحا.
وامّا الفقرات الدالّة على ذلك فهي ما أشار إليها المصنّف بقوله :