عهد يوشع بن نون وصي موسى (ع) الذي حارب الجبابرة ببني اسرائيل بعد تيه الاربعين سنة.
والنص القرآني يمثل حال الذين يكذبون بآيات الله بعد أن تبين لهم فيعرفوها ثم لا يستقيمون عليها ، وما أكثر ما يتكرر هذا النبأ في حياة البشر. وما أكثر الذين يعطون علم دين الله وهم أعداء لله عزوجل ولدينه. وانما يتخذون هذا العلم وسيلة لتحريف الكلم عن مواضعه واتباع الهوى به. هواهم وهوى المتسلطين الذين يملكون لهم في وهمهم عرض الحياة الدنيا.
وكم من عالم دين رأيناه يعلم حقيقة دين الله ثم يزيغ عنها ويعلن غيرها ويستخدم علمه في التحريفات المقصودة. والفتاوى المطلوبة لسلطان الارض الزائل.
لقد رأينا من هؤلاء من يعلم ويقول : ان التشريع حق من حفوق الله عزوجل الخاصة ، ومع ذلك مع علمه بهذه الحقيقة التي يعلمها من الدين بالضرورة فانه يدين للطواغيت الذين يدّعون حق التشريع ، ويدّعون الالوهية بادعاء هذا الحق من تشريع الاحكام.
وهل هذا الا مصداق لنبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها ـ واتبع هواه ـ فكان من الغاوين .. فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ـ
اللهم اعصمنا من الانقلاب عن الحق والهدى بعد معرفته واجعلنا ممن يعتبر بغيره. ولا يكون عبرة لغيره بحق محمد وآله (ع) وافرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين.
(وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ (١٧٩) وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ