وانحنى الإمام إجلالا وخضوعا أمام القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وقد أضفى عليه أجمل الأوصاف ، وأسمى النعوت.
لقد كان الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في طليعة من قيّم القرآن ، وأشاد بفضله ، وعظيم منزلته ، وهذه كوكبة من الأخبار التي أدلى بها عن أهمية القرآن المجيد :
ووصف الإمام عليهالسلام القرآن الكريم بهذه الصفات الرفيعة ، قال عليهالسلام :
« ظاهره أنيق ، وباطنه عميق ، ظاهره حكم ، وباطنه علم » (١).
حكت هذه الكلمات ما حفل به ظاهر القرآن وباطنه ، فظاهره حكم وآداب ، وباطنه علم وفضل وخير وهدى للناس.
خطب الإمام عليهالسلام خطابا مهمّا تحدّث فيه عن نعمة الإسلام على النّاس ورحمته عليهم ، ثمّ تعرّض للقرآن الكريم ، فوصفه بالنور ، والسراج المنير.
قال عليهالسلام : « ثمّ أنزل عليه ـ أي على الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه ،
__________________
(١) البصائر والذخائر : ٧ ، وفي ربيع الأبرار زيادة على ذلك : « ولا تنقضي غرائبه ».