فقال عليّ : « كذب كعب ، لكن اشتغل سليمان بعرض الأفراس ذات يوم لأنّه أراد جهاد العدوّ حتّى توارت الشّمس بالحجاب ، فقال : بأمر الله تعالى للملائكة الموكّلين بالشّمس ردّوها عليّ ، فردّت ، فصلّى العصر في وقتها ، وإنّ أنبياء الله لا يظلمون ، ولا يأمرون بالظّلم لأنّهم مصونون مطهّرون » (١).
( إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ. فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ ) (٧١) و (٧٢)
عرض الإمام عليهالسلام في بعض خطبه إلى إبليس وتكبّره من السجود لآدم الذي هو سجود لله ، قال عليهالسلام : الحمد لله الّذي لبس العزّ والكبرياء ، واختارهما لنفسه دون خلقه ، وجعلهما حمى وحرما على غيره ، واصطفاهما لجلاله.
وجعل اللّعنة على من نازعه فيهما من عباده. ثمّ اختبر بذلك ملائكته المقرّبين ، ليميز المتواضعين منهم من المستكبرين ، فقال سبحانه وهو العالم بمضمرات القلوب ، ومحجوبات الغيوب : ( ... إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ. فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ. فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ. إِلاَّ إِبْلِيسَ ... ) اعترضته الحميّة فافتخر على آدم بخلقه ، وتعصّب عليه لأصله. فعدوّ الله إمام المتعصّبين ، وسلف المستكبرين ، الّذي وضع أساس العصبيّة ، ونازع الله رداء الجبريّة ، وادّرع لباس التّعزّز ، وخلع قناع التّذلّل. ألا ترون كيف صغّره الله بتكبّره ، ووضعه بترفّعه ، فجعله في الدّنيا مدحورا ، وأعدّ له في الآخرة سعيرا؟! » (٢). (٣).
__________________
(١) مجمع البيان ٨ : ٧٤١.
(٢) ص : ٧١ ـ ٧٤.
(٣) نهج البلاغة : ٢٨٥ ـ ٢٨٦.