ما يَشاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ ) (٢٧)
قال الإمام عليهالسلام نزلت هذه الآية في أصحاب الصفّة ، وذلك أنّهم قالوا : لو أنّ لنا ، فتمنّوا الدنيا (١) أصحاب الصفّة : هم الفقراء الذين كانوا على ضفاف الجامع يتصدّق عليهم المسلمون ، ومن أعلامهم أبو هريرة.
( وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ) (٣٠)
روى الأصبغ بن نباتة ، عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال :
« إنّي أحدّثكم بحديث ينبغي لكلّ مسلم أن يعيه » ، ثمّ أقبل علينا فقال : « ما عاقب الله عبدا مؤمنا في هذه الدّنيا إلاّ كان الله أحلم وأمجد وأجود وأكرم من أن يعود في عقوبته يوم القيامة ».
ثمّ قال : « وقد يبتلي الله عزّ وجلّ المؤمن بالبليّة في بدنه أو ماله أو ولده أو أهله » ، ثمّ تلا هذه الآية : ( وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ) (٢). قال الإمام عليهالسلام : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : خير آية في كتاب الله هذه الآية. يا عليّ ، ما من خدش عود ، ولا نكبة قدم إلاّ بذنب ، وما عفا الله عنه في الدّنيا فهو أكرم من أن يعود فيه ، وما عاقب عليه في الدّنيا فهو أعدل من أن يثني على عبده » (٣).
( لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ ما يَشاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً
__________________
(١) الدرّ المنثور ٦ : ٨٥.
(٢) تفسير القمّي ٢ : ٢٧٦.
(٣) مجمع البيان ٩ : ٤٧.