٢ ـ أنّ القرآن المجيد فيه آيات متشابهات ، وأوجه ما قيل في المتشابهات أنّها ما لا يعلم المراد منها إلاّ بقرينة وبيان ، وقد ألمح الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في حديث له عن كلا الأمرين بقوله :
« ما من آية إلاّ ولها أربعة معان : ظاهر وباطن ، وحدّ ومطّلع ، فالظّاهر التّلاوة وهي مدلول اللّفظ وظاهره ، والباطن الفهم ، والحدّ هو أحكام الحلال والحرام ، والمطّلع هو مراد الله من العبد بها » (١).
٣ ـ أنّ الله تعالى ذمّ الذين يتّبعون المتشابه ويحتجّون به على باطل آرائهم وعقائدهم ابتغاء للفتنة والفساد ، وقد نعى الإمام أمير المؤمنين هؤلاء وذمّهم بقوله :
« ترد على أحدهم القضيّة في حكم من الأحكام فيحكم فيها برأيه ، ثمّ ترد تلك القضيّة بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله ، ثمّ يجتمع القضاة بذلك عند الإمام ـ وهو أحد أئمّة الضلال ـ الّذي استقضاهم ، فيصوّب آراءهم جميعا ، وإلههم واحد ، ونبيّهم واحد ، وكتابهم واحد! أفأمرهم الله سبحانه بالاختلاف فأطاعوه؟
أم نهاهم عنه فعصوه؟
أم أنزل الله سبحانه دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه؟
أم كانوا شركاء له ، فلهم أن يقولوا ، وعليه أن يرضى؟
أم أنزل الله دينا تامّا فقصّر الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم عن تبليغه وأدائه؟ والله سبحانه يقول : ( ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ) (٢)؟ وذكر أنّ الكتاب يصدّق بعضه بعضا ، وأنّه لا اختلاف فيه فقال سبحانه : ( وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً )
__________________
(١) تفسير الصافي ١ : ٢٩٦.
(٢) الأنعام : ٣٨.