بيّن الله تعالى في هذه الآية ما أمد به المسلمين من النصر العظيم في واقعة بدر ، التي انهزم فيها المشركون من قريش وكتب الله النصر الحاسم للرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان النصر على يد بطل الإسلام الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقد كان نصف القتلى من مشركي قريش بساعده وسيفه ذي الفقار ، وتعتبر واقعة بدر أعظم نصر أحرزه المسلمون ، فقد أدخل الرعب والفزع في قلوب المشركين وأذلّهم ، وقويت شوكة الإسلام ، وقد ذكرنا هذه الواقعة في البحوث السابقة.
( وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) (١٣٣)
أمرت الآية بالمسارعة إلى المغفرة والحصول على الجنة التي هي النعيم الدائم ، وقد أعدّها الله للمتّقين.
قال الإمام عليهالسلام في تفسير قوله تعالى : ( أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) :
« إنّكم لن تنالوها ـ أي الجنة ـ إلاّ بالتّقوى » (١).
( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ ) (١٤٩)
روي عن الإمام عليهالسلام أنّ هذه الآية نزلت في عبد الله بن ابيّ ، وقد خرج مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في واقعة احد حينما هزم المسلمون ، فراح يقول للمؤمنين : « ارجعوا إلى إخوانكم ، وارجعوا إلى دينكم » (٢).
__________________
(١) مواهب الرحمن ٦ : ٣٥٨.
(٢) تفسير القمّي ١ : ١٢١.