« جاء رجل من الأنصار إلى النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال :
يا رسول الله ، ما أستطيع فراقك ، وإنّي لأدخل منزلي فأذكرك فأترك ضيعتي واقبل حتّى أنظر إليك حبّا لك ، فذكرت إذا كان يوم القيامة وادخلت الجنّة فرفعت في أعلى علّيّين ، فكيف لي بك يا نبيّ الله؟ فنزل قوله تعالى : ( وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ) فدعا النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقرأها عليه وبشّره بذاك » (١).
( وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً ) (٨٦)
ومفاد الآية الكريمة واضح وهو أن من سلّم فيردّ عليه سلامه أو بأحسن منه ، وهو من آداب الإسلام وتعاليمه القيّمة ، وينبغي أن يكون الردّ بالأحسن ولا يتجاوزه ، فقد مرّ الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام على قوم فسلّم عليهم فقالوا له : عليك السّلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه ، فأنكر عليهم هذه الزيادة ، وقال لهم :
« لا تجاوزوا بنا مثل ما قالت الملائكة لأبينا إبراهيم ، قالوا : ( رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ) (٢) » (٣).
« ومن صور التّحيّة في الإسلام أنّه إذا عطس شخص فينبغي أن يقال له : يرحمكم الله ، وهو يقول : يغفر الله لكم ويرحمكم ، لأنّ الله تعالى يقول : ( وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها ) » (٤) هكذا قال الإمام عليهالسلام.
__________________
(١) أمالي الطوسي. مواهب الرحمن ٩ : ١٦.
(٢) هود : ٧٣.
(٣) الميزان ٥ : ٣٥ ، نقلا عن الكافي.
(٤) الخصال ٢ : ٦٣٣.