هو أوّل من عرف القرآن ووقف على محتوياته ، ومنه أخذ تلميذه عبد الله بن عباس الذي هو ألمع مفسّر للقرآن ، وقد كانت نسبة علومه ومعارفه في القرآن بالنسبة إلى علوم الإمام عليهالسلام كنسبة قطرة من المطر الى ماء البحر.
واستمدّ هذا الإمام الملهم العظيم تفسيره للقرآن من أخيه وابن عمّه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقد أحاطه علما بتفسير كلّ آية نزلت عليه ، كما أعلن الإمام ذلك بقوله :
« فلم ينزل الله على نبيّه آية من القرآن إلاّ وقد جمعتها ، وليست منه آية إلاّ وقد قرأنيها وعلّمني تأويلها » (١).
وقال عليهالسلام :
« ما نزلت في القرآن آية إلاّ وقد علمت أين نزلت ، وفيمن نزلت ، وفي أيّ شيء نزلت ، وفي سهل نزلت ، أو في جبل نزلت » (٢).
وبهذا كان الإمام عليهالسلام أوّل من أحاط بالقرآن علما ، ووقف على مضامينه ومحتوياته.
( ٥ )
كان الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في أيام حكومة الخلفاء قد انصرف إلى تفسير القرآن الكريم ، وبيان مفرداته ، وما يتعلّق بآياته من شئون الكون ، وامور التوحيد ، وعجائب المخلوقات ، وغير ذلك مما يرتبط بتفسير القرآن.
وكان هذا التفسير موضع اعتزاز الأئمّة الطاهرين ، فكانوا يفخرون به ، وحمل
__________________
(١) بحار الأنوار ٩٢ : ٤٠.
(٢) أمالي الصدوق : ١٦٦.