بعض الحاقدين على الشيعة أنّ عندهم مصحف الإمام وهو غير هذا المصحف ، واتّخذ ذلك وسيلة للطعن عليهم ، وهذا من قلّة التدبّر ، فإنّ الشيعة يؤمنون إيمانا لا يخامره شكّ أنّه ليس هناك مصحف آخر غير هذا المصحف ، وهو الذي نزل من ربّ العالمين على خاتم المرسلين.
أمّا مصحف الإمام فهو حافل بتفسيره وأسباب نزوله وغير ذلك ممّا ذكرناه.
( ٦ )
من المؤكد أنّه لو ثنيت الوسادة للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بعد وفاة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتسلّم قيادة الحكم لتطوّرت الحياة الإسلاميّة ، وسادت القيم الأصيلة والمثل العليا في الأرض ، فقد كان هذا الإمام الملهم العظيم يملك طاقات هائلة من العلم لا يملكها غيره ، فهو باب مدينة علم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي لا حدود لمعارفه وعلومه.
وقد أعلن الإمام عليهالسلام أنّه لو تسلّم القيادة بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لأفتى جميع الملل والأديان بما في كتبهم.
قال عليهالسلام :
« أما والله! لو ثنيت لي الوسادة فجلست عليها لأفتيت أهل التّوراة بتوراتهم حتّى تنطق التّوراة فتقول : صدق علي ما كذب ، لقد أفتاكم بما أنزل الله فيّ. وأفتيت أهل الإنجيل بإنجيلهم حتّى ينطق الإنجيل فيقول : صدق عليّ ما كذب ، لقد أفتاكم بما أنزل الله فيّ. وأفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتّى ينطق القرآن فيقول : صدق عليّ ما كذب ، لقد أفتاكم بما أنزل الله فيّ. وأنتم تتلون القرآن ليلا ونهارا ، فهل فيكم أحد يعلم بما انزل فيه؟ ولو لا آية في كتاب الله عزّ وجلّ لأخبرتكم بما كان ، وبما