هو كائن إلى يوم القيامة ، وهي قوله تعالى : ( يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ ) » (١).
ودلّ حديث الإمام عليهالسلام على مدى ثرواته العلميّة التي شملت جميع ما يقع في الدنيا من أحداث فيما هو كائن وما يكون حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
( ٧ )
من المؤسف حقّا أنّ الامّة لم تستغلّ هذا العملاق العظيم ، ولم تحتضنه ليفيض عليها بعلومه ومعارفه وثقافته ، ويعرّفهم بما في كتاب الله العظيم من أسرار مذهلة ، فقد باعدوا بينه وبين الحياة السياسية العامة في البلاد ، وأعلنت بعض الشخصيات البارزة من قريش أنّه لا تجتمع الخلافة والنبوة في بيت واحد ، وهو منطق مهزول باعثه الحسد للإمام ، والحقد على الاسرة النبوية ، فقد آلت الخلافة إلى بني أميّة وبني العباس ، وهم لا رصيد لهم من علم وتقوى وفكر ، وقد واجه المسلمون في عهودهم ألوانا مريرة من الاضطهاد والتنكيل.
( ٨ )
ونعود للحديث عن تفسير الإمام عليهالسلام للقرآن الكريم ، فإنّا لم نعثر على تفسير كامل له لجميع آيات الكتاب العزيز ، وإنّما ذكر السادة المفسّرون لقطات من آرائه في تفسير بعض الآيات ، ونحن ننقلها عنهم للتدليل على مدى سعة علوم الإمام عليهالسلام واحاطته
__________________
(١) بحار الأنوار ٩٢ : ٧٨ ، والآية ٣٩ من سورة الرعد.