( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) (٨٧)
نزلت هذه الآية الكريمة في الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وبلال الحبشي ، وعثمان بن مظعون ، فأمّا أمير المؤمنين فقد حلف أن لا ينام اللّيل أبدا ـ وذلك ليصلّي فيه لله تعالى ـ ، وأمّا بلال فحلف أن لا يفطر بالنّهار أبدا ـ وذلك بأن يصوم طيلة حياته ـ ، وأمّا عثمان بن مظعون فإنّه حلف أن لا ينكح أبدا.
فدخلت امرأة عثمان على عائشة ، وكانت امرأة جميلة ، فقالت لها عائشة :
مالي أراك متعطلة؟ فقالت : ولمن أتزيّن ، فو الله ما قربني زوجي منذ كذا وكذا فإنّه قد ترهب ولبس المسوح وزهد في الدنيا.
وأخبرت عائشة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بالأمر ، فأمر أن ينادي الصلاة جامعة ، فاجتمع النّاس ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال :
« ما بال أقوام يحرّمون على أنفسهم الطّيّبات؟ ألا إنّي أنام باللّيل ، وأنكح وأفطر بالنّهار ، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي ... ».
فقام الجماعة ، وقالوا : يا رسول الله ، قد حلفنا على ذلك فأنزل الله عليه : ( لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ ) (١). (٢)
( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ أَوْ عَدْلُ ذلِكَ
__________________
(١) البقرة : ٢٢٥.
(٢) تفسير القمي ١ : ١٨٦. الميزان ٦ : ١١٢.