الذي أثر على بعض السذج والبسطاء من ضعاف النفوس.
أما العارفون وأصحاب البصائر النافذة النيرة من المهاجرين والأنصار ، حتى الذين تسلحوا بهذا المنطق أنفسهم ، يعلمون انه لا يمت للواقع بأية صلة ، لأن الإسلام ألغى جميع الامتيازات وجعل الميزان الوحيد هو العمل الطيب وخدمة الإسلام ، ولم تغب عن أذهانهم مواقف الرسول (ص) ونصوصه ، منذ أن بدأ دعوته حتى يومه الأخير ، ومع انه سلاح مفلول الحد فقد خدمهم في حينه ، واستطاعوا التهويش به وتضليل بعض الفئات من الناس.
أما شيعة علي (ع) فقد آثروا التريث بالأمر والاعتصام بالصبر ما دام صاحبهم الذي بايعوه بالأمس ـ منصرفا بكليته عن دنياهم ومشغولا حتى عن نفسه ، لمصابه الأليم بفقد الرسول الأعظم (ص).
ولما أودع الرسول في مقره وقف يطالب بحقه في الخلافة ومعه عدد ليس بالقليل من أعيانهم وذوي السابقة فيهم. ولم ير بدا من الاحتجاج عليهم بالحجة التي تغلبوا فيها على الأنصار فقال : «تركتم الثمرة وتعلقتم بالشجرة».
ولما لجأوا إلى الإجماع الذي أعدوه ـ نقض عليهم بتخلف جماعة من المسلمين عن السقيفة لا يجوز ان تحل عقدة أو تبرم اخرى بدون أن يكون لهم رأي فيها.
فحجة القرابة كانت لمصلحته والاجتماع لم تستكمل عناصره ليكون في جانبهم ، وأحاديث الرسول لا يزال صداها يرن في أعماق نفوسهم ، ولكن حسد قريش لهاشم ولعبد المطلب ، وريثه الأول في زعامته ، ولمحمد الذي حملهم على الإسلام ولعلي (ع) الذي سما على