برأيه في الحوادث التي لم يجد عليها نصا في الكتاب والسنة.
وكتب الى ابي موسى الأشعري أحد قاضته. القضاء فريضة محكمة أو سنة متبعة وأضاف الى ذلك : الفهم الفهم فيما تلجلج في صدرك مما ليس في كتاب ولا سنة ، اعرف الأشباه والأمثال وقس الأمور عند ذلك ثم اعمد فيما ترى إلى أحبها الى الله وأشبهها بالحق (١).
وقد راج القياس بعد عصر الصحابة وتلقاه أكثر الفقهاء بالقبول ولا سيما بين فقهاء العراق وبخاصة الأحناف وعند ما بدأ العلماء في التدوين وتعليل الحوادث كان للقياس النصيب الوافر من الأدلة على جواز الرجوع إليه في استخراج الأحكام عند القياسيين ، فقد استدلوا على اعتباره بالكتاب والسنة والإجماع والعقل ، وجاء في بعض أدلتهم ان الرسول نفسه كان يرجع الى القياس في كثير من الوقائع التي كانت تعرض عليه ولم يوح اليه بحكمها.
وبأنه حينما أرسل معاذ بن جبلة إلى اليمن ليقضي بين أهلها ، قال له كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟ قال : اقضي بكتاب الله فإن لم أجد فبسنة رسول الله ، فإن لم أجد اجتهد رأيي ولا آلو ، فضرب رسول الله صدره بيده وقال : الحمد لله الذي وفق رسول الله لما يرضي رسول الله ، حيث أقرّه ودعا له على العمل بالرأي الشامل للقياس (٢).
وقد تحدثنا عن القياس والإجماع مفصلا وعن المراحل التي مرا بها
__________________
(١) انظر تاريخ التشريع الإسلامي للشيخ محمد الخضري ص ١٥١ ومصادر التشريع للشيخ عبد الوهاب ص ٢٨.
(٢) انظر مصادر التشريع ص ٢٧ وتاريخ التشريع للخضري.