وكعب الأحبار وعبد الله بن وهب ، وأمثال هؤلاء المأجورين الذين شوهوا الحديث وادخلوا فيه من البدع ، التي تشوه تعاليم الإسلام وتطمس من اضوائه. وأعانهم على ذلك بعض الحكام المنحرفين عن جادة الإسلام ، فسهلوا لهم طريق الدس والكذب وسخروا الدين للسياسة ، التي انحرفوا بها عن تعاليم القرآن ومبادئ الإسلام.
ومهما بلغ ايمان الباحث بتصرفات الصحابة وقد استها فلن يجد سبيلا إلى إزاحة ما يعترضه من الشكوك في هذا التصرف.
لقد تخوف الكذب على الرسول ، ان هو أباح لهم ان يدونوا حديثه وأحكام الإسلام ، مع علمه ان بين حملة الحديث من صحابة الرسول جماعة شهد لهم الرسول بالصدق والورع ، كأبي ذر وسلمان الفارسي وعمار بن ياسر وحذيفة اليمان وأبيّ بن كعب وخزيمة بن ثابت وعبد الله بن العباس ، وأمثال هذه الطبقة الصالحة. وفي المسلمين عترة الرسول ، التي أمر المسلمين بالرجوع إليها بعد كتاب الله كما نص على ذلك حديث الثقلين الذي رواه أكثر المحدثين من السنة والشيعة.
لقد كان الأجدر بأبي حفص رحمهالله ، وهو المعروف بحكمته وبعد نظره ان يترك المسلمين وشأنهم ، بعد ان أجمعت كلمتهم على ضرورة تدوين آثار الإسلام وأحاديث الرسول ويسهل لهم تحقيق هذا الأمر بكل الوسائل.
ولو وفق لذلك لعصم الأمة والسنة مما وقعت فيه ولأرتج على الكاذبين باب الوضع ، ولما لعبت في الحديث أيدي الأمويين ، تلك العصابات المجرمة التي حكمت الأمة باسم الدين والإسلام وسهلت لفئة من المأجورين أساليب الدس والكذب على الرسول ، بدافع الكيد للإسلام وتثبيت عروشهم. ومهما كان الحال فالقائمون على أمر الأمة قد