الأولى لوفاة الرسول (ص). وقد قام شيعة علي بنصيبهم في ذلك ، فساهموا في حفظ هذا التراث الإسلامي ، بنقل الحديث ونشر الأحكام. وذكرنا فيما سبق ان ابا رافع ، مولى رسول الله ، لازم عليا بعد وفاة الرسول وشهد معه حروبه وان ابنيه عبيد الله وعليا كان يكتبان لعلي (ع) أيام خلافته. وقد الف ابو رافع كتاب السنن والأحكام وكتاب القضايا وهو اول من جمع الحديث من الشيعة والف في الأحكام ، وكان يفتي الناس ويعلمهم الحلال والحرام.
ومنهم سلمان الفارسي ، وكان من اعيان الشيعة وأجلاء الصحابة وحواري الرسول ، وقد بلغت صلته بالرسول وايمانه به الى حدّ قال فيه الرسول : «سلمان منا اهل البيت». وأعطاه الرسول لقب المحمدي ، بدل الفارسي ، وبعد الرسول لازم عليا وأخذ العلم عنه. وروى الفضل بن يسار ، عن أبي جعفر الباقر انه قال له : ترى ما يروي الناس ، أن عليا (ع) قال في سلمان انه ادرك علم الأول وعلم الآخر ، قلت نعم! قال : فهل تدري ما عنى؟ قلت : يعني علم بني اسرائيل وعلم النبي. فقال ليس هكذا يعني ، ولكن علم النبي وعلم علي (ع) وأمر النبي وأمر علي (١).
وقد نهى سلمان الفارسي أبا الدرداء أن يجهد نفسه في العبادة ، وقال له : إن لنفسك عليك حقا ، ولأهلك عليك حقا ، صم يوما وافطر يوما ، وصل ونم وادّ لجسمك حقه. ولما بلغ قوله الرسول (ص) قال : لقد اشبع سلمان علما جما (٢).
__________________
(١) رجال الكشي (ص ١١).
(٢) المجلد الرابع من طبقات ابن سعد (ص ٨٥).