وقال عنه ابو الخير في طبقات المفسرين انه حبر الأمه ورئيس المفسرين ، دعا له رسول الله بأن يفقهه الله في الدين ويعلمه التأويل.
وقد روي عنه في التفسير ما لا يحصى كثرة ، وقلما توجد آية في كتاب الله إلا وله رأي في تفسيرها.
وقال القمي في كتابه الكنى والألقاب ، ان له تفسيرا مطبوعا ، وروى الخطيب البغدادي عن عطاء انه قال : ما رأيت مجلسا قط كان اكرم من مجلس ابن عباس واكثر علما منه. إن اصحاب القرآن عنده يسألونه ، وأصحاب النحو يسألونه ، وأصحاب الشعر والفقه في مجلسه يسألونه ، وكلهم يصدرهم في واد فسيح.
وفي اعيان الشيعة ان ابن عباس اجاب نافع الأزرق الخارجي ، عن مائتي مسألة في تفسير القرآن ، وأتى على كل جواب بشاهد من الشعر.
وفي الفهرست لابن النديم : من جملة كتب التفسير كتاب ابن عباس في تفسير القرآن ، وكان يسمى البحر ، لسعة علمه.
وكما انتشرت آراؤه في التفسير ، واشتهر من بين الصحابة في هذه الناحية ، اشتهر في الفقه ايضا ، وانتشرت آراؤه فيه ، وكان فيه مصدرا من اوسع المصادر وأكثرها انتشارا. وقال ابن عيينة : العلماء ثلاثة : ابن عباس والشعبي وسفيان الثوري. وكل واحد من هؤلاء الثلاثة كان ابرز اهل زمانه في الفقه والحديث. وقد اتخذ العلماء والمفتون ، المساجد في العواصم الاسلامية كمدارس لهم ، ينقلون فيها الحديث ، ويفتون الناس من ابواب الحلال والحرام. وكانت مدرسة المدينة تضم جماعة من فقهاء الصحابة ، وعلى رأسها علي بن أبي طالب (ع). وإلى من فيها من شيوخ الإفتاء والتدريس يقول عمر بن الخطاب : «لا يفتين