انحرافه وعدم تشيعه ، لا سيما بعد اشتهاره بالتشيع ووجود الأحاديث الكثيرة التي تنص على موالاته لأهل البيت. وقد قال فيه الامام زين العابدين ، انه اعلم الناس وأفهمهم في زمانه (١). وفي إتقان المقال انه أحد العلماء الإثبات. اتفق الفقهاء الكبار على ان مرسلاته أصح المراسيل ، وانه ليس في التابعين أوسع علما منه (٢). وعن الذهبي انه سيد التابعين وأحد الأعلام ، فقيه رفيع الذكر ، رأس في العلم والعمل.
وقال عنه الدكتور محمد يوسف : «انه كان واسع العلم ، وافر الحرمة ، متين الديانة ، قوالا بالحق ، فقيه النفس». ثم قال : «وقد جاء عن غير طريق انه أعلم الناس بقضاء الرسول ، كما يوصف بأنه أحد اعلام الدنيا وسيد التابعين ، لا أحد فيهم أوسع علما منه» (٣).
وقال عنه الشيخ محمد الخضري : «إنه سمع من كبار الصحابة ، وان قتادة قال فيه : ما رأيت أحدا أعلم من سعيد بن المسيب ، وان الحسن البصري كان إذا أشكل عليه شيء كتب الى سعيد بن المسيب يسأله عنه» (٤).
وقد ذكره الدكتور محمد يوسف في مواضع أخرى من كتابه ، ففي (صفحة ١٣٧) قال عنه بأنه الزعيم الأول لأهل الحديث ، وهو رأس علماء التابعين وأحد الفقهاء السبعة.
وفي صفحة ١٥٨ قال : «كان من الطراز الأول ، جمع بين الحديث
__________________
(١) رجال الكشي.
(٢) عن نهج المقال للاسترابادي.
(٣) تاريخ الفقه الإسلامي ، نقلا عن الذهبي وابن العماد وغيرهما.
(٤) تاريخ التشريع الإسلامي.