وروى إسحاق بن حريز عن الامام الصادق (ع) انه قال : كان سعيد ابن المسيب من ثقاة علي بن الحسين (ع). وروى محمد بن ابي نصر البزنطي انه ذكر في مجلس الامام علي بن موسى الرضا عليهماالسلام ، القاسم بن محمد ابن ابي بكر وسعيد بن المسيب ، فقال : «لقد كانا على هذا الأمر». وقد وردت بعض الروايات التي قد توهم انحرافه عن أهل البيت ، لأنه لم يحضر الصلاة على علي بن الحسين ، ولكن الشيخ محمد طه في رجاله ، بعد ان أورد ما يدل على تشيعه وولائه لأهل البيت قال : لم نجد ما يدل على ذمه سوى ما روي مرسلا انه لما مرّت جنازة علي بن الحسن (ع) انجفل الناس ولم يبق في المسجد الا سعيد بن المسيب فوقف عليه (خثرم) مولى أشجع ، قال : يا أبا محمد إلا تصلي على هذا الرجل الصالح في البيت الصالح؟ قال : أصلي ركعتين في المسجد أحب إلي من أن أصلي على الرجل الصالح في البيت الصالح. وهذه الكلمة ، كما يمكن ان تكون بدافع الجفاء والغلظة ، يمكن ان تكون تقية منه ، أو لإبعاد نفسه عن التهمة بالرفض ، في ذلك الظرف الذي كان الحجاج فيه يقتل الأبرياء لمجرد اتهامهم بالتشيع. وقد قتل سعيد بن جبير لهذا السبب. ولقد كان بعض أصحاب الإمام الصادق ، إذا رآه يصرف وجهه عنه ، حذرا من اشتهاره بالتشيع (١).
وفي رواية علي بن زيد : لقد اعتذر عن تركها ، بأنه سمع من علي بن الحسين ان صلاة ركعتين في المسجد إذا كان خاليا ، فيهما من الأجر ما لا يحصيه الا الله ، ولم يخل له المسجد الا حينما حملت جنازة الإمام زين العابدين (ع).
ومهما كان الحال ، فان تخلفه عن الصلاة عليه ، لا يدل على
__________________
(١) إتقان المقال ص ١٩١.