توعدهم بالخزي والهوان في الدنيا ، والعذاب الأليم في الآخرة ، ان هم أصروا على الضلال ، واتبعوا سبيل الشيطان ، فقال سبحانه : (وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ. يَسْمَعُ آياتِ اللهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً ، أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ)(١). وقد جاء في تفسير قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ، قالُوا بَلى شَهِدْنا ، أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ ، أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ ، أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ)(٢) ، لقد جاء في تفسيرها ان الله تعالى قد أحضر في عالم الذر كل انسان ذكرا أو أنثى وجعلهم شهودا على أنفسهم وأخذ منهم الاعتراف على وجوده ووحدانيته : بقوله ألست بربكم. قالوا بلى شهدنا.
أي أنه أخرجهم الله من أصلابهم على نحو توالدهم نسلا بعد نسل الى يوم القيامة ، فخرجوا كالذر فعرفهم نفسه وأراهم صنعه ، وانما فعل ذلك كي لا يقولوا انا كنا عن الاعتراف بوجود الله ووحدانيته غافلين ، أو يعتذر المعتذر عن الإشراك أو الكفر بالله وبما أنزل : انما أشرك اباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم ، فلا ينبغي أن نعاقب ونهلك (أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ)(٣).
لقد اشتمل القرآن الكريم على عدد من الآيات لا يقل عن آيات التشريع ان لم تكن أكثر منها كلها حول الوحدانية والمعاد ، الأصلين
__________________
(١) سورة الجاثية آية ٧.
(٢) سورة الأعراف.
(٣) التكامل في الإسلام لأحد أمين الايراني.