منها. وكان مما اوصى ولده : «يا بني ، إذا وسع الله عليك فابسط ، وإذا أمسك عليك فأمسك ، ولا عز كالعلم. إن الملوك حكام الناس والعلماء حكام الملوك» (١).
ومن فقهائهم ورواتهم عامر بن وائلة بن عبد الله بن عمر الليثي. ولقد عده ابن قتيبة ، في المعارف ، من رجال الشيعة. وقال ابن عبد البر في الكنى من الاستيعاب انه نزل الكوفة يوم كان علي بها ، وصحبه الى ان قتل ، وبعد ذلك رجع الى مكة. وكان فاضلا عاقلا وفصيحا حاضر الجواب.
ولما وفد على معاوية سأله كيف وجدك على خليلك ابي الحسن؟ قال : كوجد أم موسى على موسى ، وأشكو الى الله التقصير. قال له معاوية : لقد كنت فيمن حصر عثمان؟ قال : لا ، ولكني كنت فيمن حضره. قال فما منعك من نصره؟ قال : وأنت ما منعك من نصره ، إذ تربصت به ريب المنون ، وكنت في أهل الشام ، وكلهم تابع لك؟ فقال له معاوية : أو ما ترى طلبي لدمه نصرة له؟ قال : انك لكما قال الشاعر :
لألفينك بعد الموت تندبني |
|
وفي حياتي ما زودتني زادي |
قال في المراجعات : روى عنه كل من الزهري والحريري وعبد الملك بن ابجر وقتادة والوليد بن جميع ومنصور بن حياة والقاسم بن ابي بردة وعمر بن دينار وعكرمة بن خالد وغيرهم. وحديثهم عنه موجود في صحيح مسلم وروى في الصلاة ودلائل النبوة عن معاذ بن جبل. وروى في القدر عن عبد الله بن مسعود. وروى عن كل من
__________________
(١) الكنى والألقاب.