وقال الشهيد الثاني : ان أصحابنا المصنفين في الرجال تركوا ذكره ، ولقد كان حريا لاستقامته وفضله. وقد ذكره العامة في كتبهم وأثنوا عليه ، مع اعترافهم بتشيعه ، رحمهالله (١).
ومن فقهاء الشيعة ومراجع المسلمين ، أبو الأسود الدؤلي. قال المرحوم السيد حسن الصدر عن الجاحظ : إن أبا الأسود الدؤلي معدود في طبقات الناس ، وهو في كلها مقدم مأثور عنه ، معدود في التابعين والفقهاء والمحدثين والشعراء والأشراف. وعن الراغب في المحاضرات : أنه كان من أكمل الرجال رأيا وعقلا ، وكان شيعيا ثقة في الحديث ، سريع الجواب. وعن ابي الفرج الأصفهاني : إنه كان من سادات التابعين وأعيانهم ، وقد وضع علم النحو بإرشاد علي (ع) إليه (٢).
وقال المرحوم السيد عبد الحسين شرف الدين : لقد احتج بحديثه أصحاب الصحاح الستة ، وحديثه في صحيح البخاري ومسلم ، عن أبي ذر الغفاري وعمر بن الخطاب ، وله في بعض الصحاح عن غيرهما. وروى عنه جماعة في الصحيحين وفي صحيح البخاري (٣).
وقال الشيخ عباس القمي : ان معاوية أرسل إليه هدية من أنواع الحلواء ، بقصد استمالته وصرفه عن علي (ع) ، فأخذت ابنة له صغيرة لقمة منها ووضعتها في فمها ، فقال لها أبو الأسود : انها سم أرسلها إلينا معاوية ليخدعنا عن أمير المؤمنين ، فألقتها الصبية من فمها وقالت : قبحها الله من هدية. وعالجت نفسها حتى قاءت ما أكلته
__________________
(١) منهج المقال للمرزا محمد.
(٢) تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام.
(٣) في المراجعات.