وقال : لو لا ان في منزلي من هو أبغض إلي منكم ما خرجت إليكم ، يعني بذلك زوجته. وكان محدث أهل الكوفة في زمانه ، وقد ظهر له أربعة آلاف حديث ، ولم يكن في زمانه من طبقته من هو أكثر منه حديثا. وقيل فيه : لم يكن أحد في الكوفة أقرأ منه لكتاب الله ، ولا أجود حديثا وأسرع اجابة. وقال فيه عيسى بن يونس : ما رأيت السلاطين والأغنياء ، عند أحد أحقر منهم عند الأعمش ، مع فقره وحاجته. ولقب بالأعمش لسيلان دمعته وضعف بصره (١).
وقد وصفه المرحوم السيد عبد الحسين شرف الدين بالتشيع والوثاقة ، اعتمادا على كتب الحديث والرجال والفرق. وذكر ان هشام بن عبد الملك بعث إليه ان يكتب له مناقب عثمان ومساوئ علي (ع) ، فأخذ القرطاس ووضعه في فم شاة وقال للرسول : هذا جوابه. فقال له الرسول : لقد توعدني بالقتل ان لم آته بجوابك ، وتوسل اليه بمن حضر مجلسه ، ولما ألحوا عليه أن يكتب له الجواب ، أخذ القرطاس وكتب عليه : بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد ، فلو كان لعثمان مناقب أهل الأرض ما نفعتك ، ولو كان لعلي مساوئ أهل الأرض ما ضرتك ، فعليك بخويصة نفسك (٢).
ثم قال في المراجعات : ولقد احتج بحديثه أصحاب الصحاح الستة وغيرهم. وروى عنه جماعة ، منهم أبو سفيان الثوري وابن عيينة وحفص بن غياث وآخرون.
__________________
(١) الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي ، عن ابن خلكان ، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي.
(٢) المراجعات عن ابن خلكان وفي وفيات الأعيان والذهبي وابن قتيبة والملل والنحل للشهرستاني.