بها ، ومن هذه ما يسمى في عرفهم بالعبادات البدنية كالصوم والصلاة ، بمعنى أنها تقوم بعمل المكلف نفسه وان كان لها آثار اخلاقية واجتماعية تعود على فاعلها وعلى المجتمع بالخير إذا اتى بها المسلم مخلصا في إتيانها مقرا لله وحده ، بالعبودية وبنعمة التي لا يحصيها العادون ، قال سبحانه : (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ).
ومن العبادات التي لا تصح إلا بالنية ، الزكاة التي فرضها الإسلام في مال الأغنياء كضريبة عليهم لسد حاجة الفقراء وهي التي تشكل الجزء الأكبر من ميزانية الدولة الإسلامية يوم ذاك.
وفي تشريع هذا النوع من العبادة مصالح كثيرة ، وأهمها سدّ حاجة الفقراء والمعوزين ، لو قام المسلمون بآدائها وصرفها في جهاتها الخاصة.
قال رسول الله (ص) ان الله فرض على أغنياء المسلمين في أموالهم بقدر الذي يسع فقراءهم.
وقال أبو عبد الله الصادق (ع) (أيما مؤمن حبس مؤمنا عن ماله وهو محتاج اليه ، لم يذقه الله من طعام الجنة ولا يشرب من الرحيق المختوم). ومن الأمور التي شرعها الإسلام ولا تصح إلا بالنية ، الحج وهو في عرفهم من العبادات بالإضافة إلى كونه عملا يشتمل على أفعال واعمال يقوم بها المكلف ، ويحتاج الى بذل مقدار من المال ليستطيع العبد أداءه ، ولكن المشرع لم يلاحظ المال بذاته بالنسبة إلى الحج ، ولذلك كان شرطا في وجوبه فلا يجب على المكلف تحصيله كما هو الحال في جميع شرائط الوجوب (المعبر عنها في عرف الأصوليين بمقدمات الوجوب) ، وفي هذه العبادة ما يعود على المجتمع بالخير ، لو أحسن المسلمون استغلال هذا الموسم الذي يجمع مئات الألوف من مختلف الأقطار لما فيه خير العرب والمسلمين هذا بالإضافة إلى الناحية الروحية