الضيف وتعين عند النوائب ، أبشر يا ابن عم واثبت». ولما خافت ان لا تكون في حديثها معه قد بلغت ما تريد ، من راحة زوجها العظيم واطمئنانه بالمصير الذي سيكون أخذت بيده تريد ابن عمها ورقة بن نوفل وكان جليلا وكبيرا مجربا للأمور ، وما أن وصلت اليه حتى بدأت تقص عليه ما جرى لزوجها ولما انتهت من حديثها معه ، بشره بالنبوة التي كان ينتظرها العارفون والقارئون لكتب الله المنزلة على أنبيائه. وتمنى ورقة بن نوفل أن تمتد حياته لينال نصيبه من الإسلام ويقوم بنصرة محمد (ص) ومضت خديجة التي كانت أول من آمن برسالة محمد (ص) بعد علي (ع) تبذل مالها وجاهها في سبيل هذا الدين ، وترعى له بيته وولده. حتى قال فيها الرسول بعد أن قوي أمر الإسلام كلمته الخالدة «قام الإسلام بسيف علي ومال خديجة» وكانت قدوة لغيرها من المسلمات في الجهاد والدفاع عن هذا الدين اللواتي تحملن في سبيله الأذى وصبرن على العذاب ، حتى أمرهن الرسول بالهجرة إلى الحبشة وكن ثماني عشرة امرأة. ولما فرض الله على الرسول ان يجاهد الكفار والمنافقين كانت المرأة بجانب الرجل المسلم تدافع وتناضل. وحدث لبعضهن ان تركت زوجها وولدها وانضمت الى صفوف المسلمين ، فلم تغب المرأة عن مشهد من مشاهد الرسول مع أعدائه فقامت بأوفر نصيب في خدمة الدين تضمد الجروح وتهيئ الطعام وتحمل السيف والرمح وتقف في مصاف الأبطال والشجعان وقد سجل التاريخ لأم عمارة موقفها البارز بين إبطال المشركين حتى قال فيها الرسول ، ما التفت يمينا وشمالا إلا ورأيت أم عمارة. وقال مخاطبا ولدها ، أمك خير من مقام فلان وفلان ، ولقد خرجت المرأة المسلمة إلى الجهاد بعد وفاة الرسول لقتال المرتدين. وكانت نهاية مسيلمة زعيم المرتدين على يد أم عمارة التي أقسمت أن لا ترجع الا بعد قتل الدعي مسيلمة الكذاب. وهكذا